الأقدم في أفريقيا ومصر 

غرفة الإسكندرية التجارية.. 100 عام من الوطنية والنضال

 غرفة الإسكندرية
غرفة الإسكندرية

"أليس شيئا عجيبا.. صرحا ويدعى بغرفة - تناقض فيه سر.. تجلو البداهة لطفه".. هكذا كتب شاعر المهجر جبران خليل جبران في مطلع قصيدة احتفالًا بافتتاح المبنى الحالي للغرفة التجارية بالإسكندرية. 

ففي يوم 30 أبريل 1922 انعقد اجتماع الجمعية العمومية لأول غرفة تجارية وطنية في مصر، لمواجهة الغرف المملوكة للتجار الأجانب الذين احتكروا النشاط التجاري. 

حضر الاجتماع 126 عضوًا من أكبر تجار الإسكندرية وقتها، وتم فيه انتخاب أول مجلس إدارة للغرفة برئاسة محمد أفندي توفيق، ليبدأ النضال لحماية التجار والمنتجات المصرية. 

عمال كرموز 

ولم تنس الغرفة منذ بدايتها حماية العمال المصريين، حيث تدخلت فى بداية عهدها لمطالبة بلدية الإسكندرية ووزارة الداخلية عام 1923 بالنظر إلى سوء الحالة الصحية لعمال كرموز، لانتشار الأمراض بينهم وكثرة عدد الوفيات. 

وكان لغرفة الإسكندرية الريادة في إعداد التقارير عن حالة السوق، وأول دليل تجارى لمدينة الإسكندرية باللغتين العربية والفرنسية، فضلًا عن استخراج أول شهادة منشأ للسلع الوطنية. 

ملوك ورؤساء 

وفى 14 نوفمبر 1935، أعيد افتتاح الغرفة بعد نقلها للمقر الحالي بمحطة الرمل، والذي تم بناءها على الأرض التي منحت لهم بأمر ملكي بإيجار قدره جنيهًا واحدًا سنويًا. 

ويعد مبنى الغرفة، صرحًا معماريًا فريدًا يجمع بين عراقة الماضي القديم، وحداثة الحاضر، ليعبر عن مراحل تطور الحياة الاقتصادية المصرية بصفة عامة والإسكندرية على وجه الخصوص. 

اقرأ أيضا|أحمد الوكيل :40 دولة سوف تشارك في مئوية الغرفة التجارية بالإسكندرية

وتعاقب على الغرفة التجارية بالإسكندرية- منذ إنشائها كأقدم غرفة على مستوى أفريقيا والعالم العربي- 13 رئيسا لمجلس إدارتها، ويتصدر قائمة أشهر من زاروها من الملوك والرؤساء، الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، رئيس سلوفينيا، رئيس جمهورية التشيك، رئيس غينيا الاستوائية، وأعضاء مجلس قيادة الثورة ومن بينهم الرئيس أنور السادات، والاقتصادي المصري طلعت حرب باشا وغيرهم. 

مصرية 100% 

ويقول أحمد الوكيل، رئيس الغرفة التجارية بالإسكندرية ورئيس اتحاد غرف دول البحر الأبيض المتوسط "اسكامي"، إن غرفة الإسكندرية هي أقدم الغرف فى مصر وأفريقيا ودول حوض البحر المتوسط. 

وأشار إلى أن الغرفة أنشئت عام 1922 لمواجهة الغرفة الأجنبية مثل غرفة مارسليا وبريطانيا واليونان وغيرها، بعدما اتفق أصحاب المصانع والتجار والصناع على تكوين هذه الغرفة لتكون مصرية 100%. 

وأضاف أنه تم إنشاء المبنى الحالي للغرفة في 30 أبريل عام 1935، بتكلفة 10 آلاف جنيه وقتها، واستغرق إنشائها سنة وأربعة أشهر، مشيرًا إلى أنها تقدم خدماتها إلى ما يزيد عن 300 ألف تاجر سكندري، وتعد حلقة الوصل بين التجار والجهات المعنية بالحكومة. 

احتفالية عالمية 

وأوضح "الوكيل" أن "غرفة الإسكندرية" تحتفل هذا العام بمرور 100 عام على إنشائها في أكتوبر المقبل، ومرور 40 عاما على تأسيس اتحاد غرف البحر المتوسط والذي تترأسه مصر حاليًا.  

ولفت إلى أنه سيجري تنظيم احتفالية عالمية خلال يومي 13 و14 أكتوبر بحضور عدد من الوزراء ورؤساء الغرف التجارية بالاتحاد الأوروبي والغرف العربية والاسلامية. 

ولغرفة الإسكندرية تاريخ طويل من الوطنية والنضال، إذ تحتفظ سجلاتها ببرقية شكر من الرئيس جمال عبدالناصر لما قدمه تجار الإسكندرية من مساعدات لمنكوبي بورسعيد بقيمة 16 ألفا و420 جنيها، والتبرع بمبلغ ألف جنيه للمجهود الحربي في حرب فلسطين.